حفظه لم يقدر على إغوائه ثم انتبه لذلك فقال إلا عبادك منهم المخلصين فإذا كان فعله لا يؤثر واضلاله لا يكون لمن قدرت له الهداية فقد ذهب علمه باطلا ثم رضى لخساسة همته بمدة يسيرة يعلم سرعة انقضائها فقال انظرني إلى يوم يبعثون وصارت لذته في ايقاع المعاصي بالذنب كأنه يغيظ بذلك ولجهله بالحق انه يتأثر ثم نسي قرب عقابه الدائم فلا غفلة كغفلته ولا جهالة كجهالته وما أعجب قول القائل في ابليس عجبت من ابليس في نخوته وخبث ما أظهر من نيته تاه على آدم في سجدة وصار قوادا لذريته وما رأيت من غير ابليس وزاد عليه في الجنون والتغفيل مثل ابى الحسين ابن الرواندي فإنه له كتبا يزرى فيها على الانبياء عليهم السلام ويشتمهم ثم عمل كتابا يرد فيه على القرآن ويبين ان فيه لحنا وقد علم ان هذا الكتاب العزيز قد عاداه خلق كثير ما فيهم من تعرض لذلك منه ولا قدر فاستدرك هو بزعمه على الفصحاء كلهم ثم عمل كتاب الدامغ فانا استعصم ان اذكر بعض ما ذكر فيه من التعريض للرد على الخالق سبحانه وذكره اياه باقبح ما يذكر به آدمي مثل أن يقول منه الظلم ومنه الشر في عبارات اقبح من هذه قد ذكرت بعضها قي التاريخ فالعجب ممن يعترض على الخالق بعد اثباته فاما