وقدم رسول آخر فقيل لأزهر لا تتكلم اليوم وتجمل لهذا الرسول فسكت ساعة فعطس الرسول فأراد أزهر أن يشمته فيقول يرحمك الله فقال صبحك الله فقال الأمير أليس قد قدمت اليك أن لا تتكلم فقال أردت أن لا يرجع الرسول إلى بغداد فيقول إن هؤلاء لا يعرفون العربية وقال له الطبيب خذ رمانتين فاعصرهما بشحمهما واشرب ماءهما فعمد إلى رمانتين وقطعة شحم ودقهما في موضع واحد وعصرهما وأخذ ماءهما فشربه .
ومنهم أبو محمد جامع الصيدلاني .
قال علي بن معاذ كتبت إلى جامع الصيدلاني كتابا فكتب جوابه وجعل عنوانه إلى الذي كتب إلي وجاء اليه قوم في أمر حائط فقالوا يا أبا محمد منذ كم تعرف هذا الحائط فقال أعرفه منذ كان وهو صغير لفلان وقيل له يوما كم سنة تعد فقال إحدى وسبعين سنة قيل له فمن تذكر من ولد العباس قال ايتاخ وركب زورقا فأعطى الملاح قطعة فاستزاده فقال مسخني الله ذو أربع قوائم مثلك إن زدتك شيئا ومضى إلى السوق ليشتري لابنه نعلا فقيل له كم سنه فقال لا أدري ولكنه ولد أول ما جاء العنب الداراني ومحمد ابني استودعه الله أكبر منه بشهرين ونصف سنة