وهي من إنشاء ابن سبعين وسردها ابن خلدون بجملتها وهي طويلة وفيها من البلاغة والتلاعب بأطراف الكلام ما لا مطمح وراءه غير أنه يشير فيها إلى أن المستنصر هو المهدي المبشر به في الأحاديث الذي يحثو المال ولا يعده وحمل حديث مسلم وغيره عليه وذلك ما لا يخفى ما فيه فليراجع كلام ابن خلدون في محله ولابن سبعين من رسالة سلام عليك ورحمة الله سلام عليك ثم سلام مناجاتك سلام الله ورحمة الله الممتدة على عوالمك كلها السلام عليك يا أيها النبي ورحمة الله تعالى وبركاته وصلى الله عليك كصلاة إبراهيم من حيث شريعتك وكصلاة أعز ملائكتك من حيث حقيقتك وكصلاته من حيث حقه ورحمانيته السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا قياس الكمال ومقدمة العلم ونتيجة الحمد وبرهان المحمود ومن إذا نظر الذهن إليه قرأ ( نعم العبد ) [ سورة ص 30 ] السلام عليك يا من هو الشرط في كمال الأولياء وأسرار مشروطات الأذكياء الأتقياء السلام عليك يا من جاوز في السموات مقام الرسل والأنبياء وزادك رفعة واستعلاء على ذوات الملإ الأعلى وذكر قوله تعالى ( سبح اسم ربك الأعلى ) [ الأعلى 1 ] .
وقال بعضهم عند إيراده جملة من رسائله التي منها هذه إنها تشتمل على ما يشهد له بتعظيم النبوة وإيثار الورع انتهى وقال بعض العلماء الأكابر عند تعرضه لترجمة الشيخ ابن سبعين المترجم به ما نصه ببعض اختصار هو أحد المشايخ المشهورين بسعة العلم وتعدد المعارف وكثرة التصانيف ولد سنة 614 ودرس العربية والأدب بالأندلس ونظر في العلوم العقلية وأخذ عن أبي إسحاق بن دهاق وبرع في طريقه وجال في البلاد وقدم القاهرة ثم حج واستوطن مكة وطار صيته وعظم أمره وكثر أتباعه حتى إنه تلمذ له أمير مكة فبلغ من التعظيم الغاية وله كتاب الدرج وكتاب السفر وكتاب الأبوية اليمنية وكتاب الكد