بن أحمد بن سليمان وسماها بالوراثة المحمدية والفصول الذاتية ما صورته فإن قيل ما الدليل على أن هذا الرجل الذي هو ابن سبعين هو الوارث المشار إليه قلنا عدم النظير واحتياج الوقت إليه وظهور الكلمة المشار إليها عليه ونصيحته لأهل الملة ورحمته المطلقة للعالم المطلق ومحبته لأعدائه وقصده لراحتهم مع كونهم يقصدون أذاه وعفوه عنهم مع قدرته عليهم وجذبهم إلى الخير مع كونهم يطلبون هلاكه وهذه كلها من علامات الوراثة والتبعية المحضة التي لا يمكن أحدا أن يتصف بها إلا بمجد أزلي وتخصيص إلهي وها أنا أصف لك بعض ما خصه الله سبحانه وتعالى به من الأمور التي هي خارقة للعادة ونلغي عن الأمور الخفية التي لا نعلمها ونقصد الأمور الظاهرة التي نعلمها والتي لا يمكن أحدا أن يستريب فيها إلا من أصمه الله تعالى وأعماه ولا يجحدها إلا حسود قد أتعب الله تعالى قلبه وأنساه رشده ونعوذ بالله ممن عاند من الله تعالى مساعده ومؤيده وهو معه بنصره وعونه فما أتعب معانده وما أسعد موادده وما أكبت مرادده فنبدأ بذكر ما وعدنا فنقول أول ما ذكر في شرفه واستحقاقه لما ذكرنا كونه خلقه الله تعالى من أشرف البيوت التي في بلاد المغرب وهم بنو سبعين قرشيا هاشميا علويا وأبواه وجدوده يشار إليهم ويعول في الرئاسة والحسب والتعين عليهم والثاني كونه من بلاد المغرب والنبي E قال " لا يزال أهل المغرب ظاهرين إلى قيام الساعة " وما ظهر من بلاد المغرب رجل أظهر منه فهو المشار إليه بالحديث ثم نقول أهل المغرب أهل الحق وأحق الناس بالحق وأحق المغرب بالحق علماؤه لكونهم القائمين بالقسط وأحق علمائه بالحق محققهم وقطبهم الذي يدور الكل عليه ويعول في مسائلهم ونوازلهم السهلة والعويصة عليه فهو حق المغرب والمغرب حق الله تعالى والملة حق العالم فهو المشار إليه بالوراثة ثم نقول أهل المغرب ظاهرون على الحق