إلى الأندلس في سنة ستين وثلاثمائة فاتصل بالمستنصر بالله وابنه المؤيد بالله وله في التكسير تأليف حسن C تعالى .
100 - ومنهم أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الأزدي الفراء القرطبي صحب أبا بكر بن يحيى بن مجاهد واختص به ولطف محله منه وقرأ عليه القرآن ورحل صحبته لأداء فريضة الحج وكان رجلا صالحا كثير التلاوة للقرآن والخشوع إذا قرأ بكى ورتل وبين في مهل ويقول أبو بكر علمني هذه القراءة وحكي أنه سرد الصوم اثنتي عشرة سنة قبل موت ابن مجاهد مفطرا كل ليلة وقت الإفطار ثم تمادى على ذلك بعد موته مفطرا عقب العشاء الآخرة لالتزامه الصلاة من المغرب إليها تزيدا من الخير واجتهادا في العمل .
101 - ومنهم أبو عبد الله محمد بن صالح المعافري الأندلسي رحل إلى المشرق فسمع خيثمة بن سليمان وأبا سعيد بن الأعرابي وإسماعيل بن محمد الصفار وبكر بن حماد التاهرتي وغيرهم روى عنه أبو عبد الله الحاكم وقال اجتمعنا بهمذان سنة إحدى وأربعين يعني وثلاثمائة فتوجه منها إلى أصبهان وكان قد سمع في بلاده وبمصر من أصحاب يونس وبالحجاز وبالشام وبالجزيرة من أصحاب علي بن حرب وببغداد وورد نيسابور في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين فسمع الكثير ثم خرج إلى مرو ومنها إلى بخارى فتوفي بها في رجب من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة وروى عنه أيضا أبو القاسم بن حبيب النيسابوري وغيرهما ذكره ابن عساكر وأسند إليه قوله .
( ودعت قلبي ساعة التوديع ... وأطعت قلبي وهو غير مطيعي ) .
( إن لم أشيعهم فقد شيعتهم ... بمشيعين تنفسي ودموعي )