على خارج لطيف وفي أعلى ذلك بيتان وسقيفة كانت مقعد النبي في الصيف قال فرأيت أبا عبد الله بعد ما صلى في البيتين والسقيفة وفي كل ناحية من نواحي تلك الدار ضرب أحد البيتين بشبره فكشفته بعد انصرافي وهو ساكن في الجبل عن ذلك فقال هذا البيت الذي تراني فيه بنيته على تلك الحالة في العرض والطول بلا زيادة ولا نقصان انتهى .
98 - ومنهم محمد بن يحيى بن مالك بن يحيى بن عائذ ولد أبي زكريا الراوية من أهل طرطوشة يكنى أبا بكر تأدب بقرطبة وسمع بها من قاسم بن أصبغ ومحمد بن معاوية القرشي وأحمد بن سعيد ومنذر بن سعيد وأبي علي القالي وغيرهم وكان حافظا للنحو واللغة والشعر يفوت من جاراه على حداثة سنة شاعرا مجيدا مرسلا بليغا ورحل مع أبيه إلى المشرق سنة تسع وأربعين وثلاثمائة فسمع بمصر من ابن الورد وابن السكن وحمزة الكناني وغيرهم وسمع أيضا بالبصرة وبغداد كثيرا وخرج إلى أرض فارس فسمع هنالك وجمع كتبا عظيمة وأقام بها إلى أن توفي بأصبهان معتبطا مع الستين وثلاثمائة ومولده بطرطوشة صدر ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ذكره ابن حيان C تعالى .
99 - ومنهم محمد بن عبدون الجبلي العدوي من أهل قرطبة أدب بالحساب والهندسة ورحل في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة فدخل مصر والبصرة وعني بعلم الطب فمهر فيه ودبر في مارستان الفسطاط ثم رجع