وأقبل على نشر العلم وبثه وقد ذكره أبو القاسم بن عساكر في تاريخه لدخوله الشام قال وبعد أن استقرت به النوى واستمرت إفادته بما قيد وروى رفعته ملوك أوانه وشفعته في مطالب إخوانه فأوسعته رعيا وأحسنت فيه رأيا ومن أبنائهم من جعل يقصده لسماع يسنده وعلى وقاره الذي كان به يعرف ندر له مع بعضهم ما يستطرف وهو أن فتى يسمى يوسف لازم مجلسه معطرا رائحته ومنظفا ملبسه ثم غاب لمرض قطعه أو شغل منعه ولما فرغ أو أبل عاود ذلك النادي المبارك والمحل وقبل إفضائه إليه دل طيبه عليه فقال الشيخ على سلامته من المجون وخلاصه من الفتون ( إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون ) [ يوسف 94 ] وهي من طرف نوادره رحمة الله عليه ولما قلد قضاء مرسية وعزم عليه صاحب الأمر فيه فر إلى المرية فأقام بها سنة خمس وبعض سنة ست وخمسمائة وفي سنة ست قبل قضاءها على كره إلى أن استخفى آخر سنة سبع في قصة يطول إيرادها وبطول مقامه بالمرية أخذ الناس عنه بها فلما كانت وقعة كتندة كان ممن حضرها ففقد فيها سنة أربع عشرة وخمسمائة C تعالى ! وقال القاضي عياض ولقد حدثني الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر أنه قال له خذ الصحيح واذكر أي متن شئت منه أذكر لك سنده أو أي سند شئت أذكر لك متنه انتهى