وقد تفتح الطاء الأولى وعبر عنه ابن الحاجب في مختصره الفقهي في باب العتق بالأستاذ وكان C تعالى صحب القاضي أبا الوليد الباجي C تعالى بسرقسطة وأخذ عنه مسائل الخلاف وسمع منه وأجازه وقرأ الفرائض والحساب بوطنه وقرأ الأدب على أبي محمد بن حزم بمدينة إشبيلية ثم رحل إلى المشرق سنة ست وسبعين وأربعمائة ودخل بغداد والبصرة فتفقه هناك عند أبي بكر الشاشي وأبي محمد الجرجاني وسمع بالبصرة من أبي علي التستري وسكن الشام مدة ودرس بها وكان راضيا باليسير وقال الصفدي في ترجمة الطرطوشي إن الأفضل بن أمير الجيوش أنزله في مسجد شقيق الملك بالقرب من الرصد وكان يكرهه فلما طال مقامه به ضجر وقال لخادمه إلى متى نصبر اجمع لي المباح فجمعه وأكله ثلاثة أيام فلما كان عند صلاة المغرب قال لخادمه رميته الساعة فلما كان من الغد ركب الأفضل فقتل وولي بعده المأمون بن البطائحي فأكرم الشيخ إكراما كثيرا وله ألف الشيخ سراج الملوك انتهى ومقامه - أعني الطرطوشي - مشهور وهذه الحكاية تكفي في ولايته ومن تآليفه مختصر تفسير الثعالبي والكتاب الكبير في مسائل الخلاف وكتاب في تحريم جبن الروم وكتاب بدع الأمور ومحدثاتها وكتاب شرح رسالة الشيخ ابن أبي زيد وولد سنة إحدى وخمسين وأربعمائة تقريبا ولما توفي صلى عليه ولده محمد ودفن C تعالى قبل الباب الأخضر بإسكندرية وزرت قبره مرارا C تعالى ورضي عنه ونفعنا به ! وكان القاضي عياض ممن استجازه فأجازه ولم يلقه وشهرته رضي الله