الإمام من صلاة الصبح آخر ليلة الأربعاء آخر يوم من شهر رمضان سنة أربع وثمانين وثلاثمائة بطالع العقرب وتوفي ليومين بقيا من شعبان سنة 456 وكان كثير المواظبة على التأليف ومن جملة تآليفه كتاب الفصل بين أهل الأهواء والنحل وكتاب الصادع والرادع على من كفر أهل التأويل من فرق المسلمين والرد على فرق التقليد وكتاب شرح حديث الموطإ والكلام على مسائله وكتاب الجامع في صحيح الحديث باختصار الأسانيد والاقتصار على أصحها وكتاب التلخيص والتخليص في المسائل النظرية وفروعها التي لا نص عليها في الكتاب والحديث وكتاب منتقى الإجماع وبيانه من جملة ما لا يعرف فيه اختلاف وكتاب الإمامة والخلافة في سير الخلفاء ومراتبها والندب والواجب منها وكتاب أخلاق النفس وكتاب الإيصال إلى فهم كتاب الخصال وكتاب كشف الالتباس ما بين أصحاب الظاهر وأصحاب القياس انتهى وقال ابن سعيد في حق ابن حزم ما ملخصه الوزير العالم الحافظ أبو محمد علي بن الوزير أبي عمر أحمد بن سعيد بن حزم الفارسي وشهرته تغني عن وصفه وتوفي منفيا بقرية من بلد لبلة ووصله من ابن عمه أبي المغيرة رسالة فيها ما أوجب أن جاوبه بهذه الرسالة وهي سمعت وأطعت لقوله تعالى ( وأعرض عن الجاهلين ) [ الأعراف 199 ] وأسلمت وانقدت لقول نبيه E " صل من قطعك واعف عمن ظلمك " ورضيت بقول الحكماء كفاك انتصارا ممن تعرض لأذاك إعراضك عنه وأقول .
( تتبع سواي امرأ يبتغي ... سبابك إن هواك السباب ) فإني أبيت طلاب السفاه ... وصنت محلي عما يعاب )