عارفا بتعبير الرؤيا حسن المقاصد مخلصا فيما يقول ويفعل وكان يجتنب فضول الكلام ولا ينطق في سائر أوقاته إلا بما تدعو إليه ضرورة ولا يجلس للقراءة إلا على طهارة في هيئة حسنة وتخشع واستكانة وكان يعتل العلة الشديدة فلا يشتكي ولا يتأوه وإذا سئل عن حاله قال العافية لا يزيد على ذلك .
وكان كثيرا ما ينشد هذا اللغز في النعش وهو لأبي زكريا يحيى بن سلامة الخطيب .
( أتعرف شيئا في السماء نظيره ... إذا سار صاح الناس حيث يسير ) .
( فتلقاه مركوبا وتلقاه راكبا ... وكل أمير يعتليه أسير ) .
( يحض على التقوى ويكره قربه ... وتنفر منه النفس وهو نذير ) .
( ولم يستزر عن رغبة في زيارة ... ولكن على رغم المزور يزور ) وكان يقال عند دخوله إلى مصر إنه يحفظ وقر بعير من العلوم وكان نزيل القاضي الفاضل ورتبه بمدرسته بالقاهرة وقيل إن كنيته أبو محمد حسبما وجد في بعض إجازاته C تعالى .
8 - ومن الراحلين إلى المشرق من الأندلس الإمام القاضي أبو بكر بن العربي