في رياض تعانق الزهر فيها مثل ما عانق الخليل الخليلا ثم استيقظ أخوهما أبو الحسن وقد هب من غفلة الوسن فقال [ البسيط ] يا صاحبي ذرا لومي ومعتبتي قم نصطبح خمرة من خير ما ذخروا وبادرا غفلة الأيام واغتنما فاليوم خمر ويبدو في غد خبر وساق صاحب البدائع هذه القصة فقال وذكر الفتح ما هذا معناه أنه خرج الوزراء بنو القبطرنة إلى المنية المسماة بالبديع وهو روض قد اخضرت مسارح نباته واخضلت مساري هباته ودمعت بالطل عيون أزهاره وذاب على زبرجده بلور أنهاره وتجمعت فيها المحاسن المتفرقة وأضحت مقل الحوادث عنه مطرقة فخيول النسيم تركض في ميادينه فلا تكبو ونصول السواقي تحسم أدواء الشجر فلا تنبو والزروع قد نقبت وجه الثرى وحجبت الأرض عن العيون فما تبصر ولا ترى وكان المتوكل بن الأفطس يعده غاية الأرب ويعده مشهدا للطرب ومدفعا للكرب فباتوا فيه ليلتهم يديرون لمع لهب يتمنون