الوزراء والكتاب بالزهراء في يوم قد غفل عنه الدهر فلم يرمقه بطرف ولم يطرقه بصرف أرخت به المسرات عهدها وأبرزت له الأماني خدها ونهدها وأرشفت فيه لماها وأباحت للزائرين حماها وما زالوا ينتقلون من قصر إلى قصر ويبتذلون الغصون بجنى وهصر ويتوقلون في تلك الغرفات ويتعاطون الكؤوس بين تلك الشرفات حتى استقروا بالروض من بعد ما قضوا من تلك الآثار أوطارا ووفروا بالاعتبار قطارا فحلوا منها في درانك ربيع مفوفة بالأزهار مطرزة بالجداول والأنهار والغصون تختال في أدواحها وتتثنى في أكف أرواحها وآثار الديار قد أشرفت عليهم كثكالى ينحن على خرابها وانقراض أترابها وأطرابها والوهى بمشيدها لاعب وعلى كل جدار غراب ناعب وقد محت الحوادث ضياءها وقلصت ظلالها وأفياءها وطالما أشرقت بالخلائف وابتهجت وفاحت من شذاهم وتأرجت أيام نزلوا خلالها وتفيؤوا ظلالها وعمروا حدائقها وجناتها ونبهوا الآمال من سناتها وراعوا الليوث في آجامها وأخجلوا الغيوث عند انسجامها فأضحت ولها بالتداعي تلفع واعتجار ولم يبق من آثارها إلا نؤي وأحجار قد وهت قبابها وهرم شبابها وقد يلين الحديد ويبلى على طيه الجديد فبينما هم يتعاطونها صغارا وكبارا ويديرونها أنسا واعتبارا إذا برسول المعتمد قد وافاهم برقعة