وتراءى مع نفسه المطمئنة المرضية وسجاياه الحسنة الرضية في معنى اجتلابه من مدينة قرطبة محل مثواه القديم ووطنه الموصل بحرمته للتقديم فتوقع أن يتأذى أهل ذلك القطر بفراقه ويستوحشوا لفقدان إضاءته في أفقهم وإشراقه فتوقف عن ذلك لما جبل عليه من رحمته وإشفاقه فأوصله الله إليه تحفة سنية وهدية هنية وتحية من عنده مباركة زكية دون أن يكدرها من البشر اكتساب أو يتقدمها استدعاء أو اجتلاب بل أوقع الله سبحانه وتعالى في نفوس أهل ذلك القطر من الفرح بإرساله إلى مستحقه والتبرع به إلى القائم إلى الله تعالى بحقه ما اطلع بالمشاهدة والتواتر على صحته وصدقه وعضدت مخايل برقه سواكب ودقه وكان ذلك من كرامات سيدنا ومولانا الخليفة معدودا وإلى أمره الذي هو أمر الله مردودا وجمع عند ذلك بحضرة مراكش - حرسها الله تعالى ! - سائر الأبناء الكرام والسادة الأعلام بدور الآفاق وكواكب الإشراق وأهل الاستئهال للمقامات الرفيعة وذوو الاستحقاق فانتظم عند ذلك هذا القصيد مشيرا إلى اجتماع هذه الدراري الزاهرة والتئام خطوطها على مركز الدائرة ووصول المتقدم ذكره المشهور في جميع المعمور أمره وهو هذا [ الطويل ] دراري من نور