وقال بعض : إنه أنفق على الجامع ثمانين ألف دينار واشترى موضعه إذ كان كنيسة بمائة ألف دينار فالله تعالى أعلم . 546 وقال بعض المؤرخين : في ترجمة عبد الرحمن الداخل ما صورته : إنه لما تمهد ملكه شرع في تعظيم قرطبة فجدد مغانيها وشيد مبانيها وحصنها بالسور وابتنى قصر الإمارة والمسجد الجامع ووسع فناءه وأصلح مساجد الكور ثم ابتنى مدينة الرصافة منتزها له واتخذ بها قصرا حسنا وجنانا واسعة نقل إليها غرائب الغراس وكرائم الشجر من بلاد الشام وغيرها من الأقطار انتهى . أخته أم الأصبغ ترسل إليه من الشام بالغرائب مثل الرمان العجيب الذي أرسلته إليه من دمشق الشام كما مر وسيأتي كلام ابن سعيد بما هو أتم من هذا . ذكر ابن بشكوال زيادة المنصور بن أبي عامر في جامع قرطبة قال : ومن أحسن ما عاينه الناس في بنيان هذه الزيادة العامرية أعلاج النصارى مصفدين في الحديد من أرض قشتالة وغيرها وهم كانوا يتصرفون في البنيان عوضا من رجالة المسلمين إذلالا للشرك وعزة للإسلام ولما عزم على زيادته هذه جلس لأرباب الدور التي نقل أصحابها عنها بنفسه فكان يؤتى بصاحب المنزل فيقول له : إن هذه الدار التي لك يا هذا أريد أن أبتاعها لجماعة المسلمين من مالهم ومن فيئهم لأزيدها في جامعهم وموضع صلاتهم فشطط واطلب ما شئت فإذا ذكر له أقصى الثمن أمر أن يضاعف له وأن تشترى له بعد ذلك دار عوضا منها حتى أتى بامرأة لها دار بصحن الجامع فيها نخلة فقالت : لا أقبل عوضا إلا دارا بنخلة فقال : تبتاع لها دار بنخلة ولو ذهب