في عقوتها المستباحة وأجاز نهرها المعيي على السباحة وعم دوحها الأشب بوارا وأدار المحلات بسورها سوارا وأخذ بمخنقها حصارا وأعمل النصر بشجرة أصلها اجتناء ما شاء واهتصار وجدل من أبطالها لم يرض انجحارا فأعمل إلى المسلمين إصحارا حتى قرع بعض جهاتها غلابا جهارا ورفعت الأعلام إعلاما بعز الإسلام وإظهارا فلولا استهلال الغوادي وأن اتى الوادي لأفضت إلى فتح الفتوح تلك المبادي ولقضى تفثه العاكف والبادي انتهى .
ومما كتب به لسان الدين C تعالى في وصف هذه الغزوة لسلطان بني مرين على لسان صاحب الأندلس ما صورته المقام الذي نطالعه بأخبار الجهاد ونهدي إليه عوالي العوالي صحيحة الإسناد ونبشره بأخبار الفتح البعيد الآماد ونسأل الله تعالى له توالي الإسعاق ودوام الإسعاد والإمداد ونرتقب من صنع الله تعالى على يديه تكييفا يخرق حجاب المعتاد وامتعاضا يطلع بآفاق البلاد نجوم غرر الجياد ويفتح أبواب الفتوح بأقاليد السيوف الحداد وينبىء عن مكارم من سلف من الآباء الكرام والأجداد مقام محل أخينا الذي نستفتح له بالفتح والظهور ونهدي إلى مجده لما نعلم من فضل نيته وحسن قصده لطائف السرور ونستظهر بملكه المؤيد المؤمل ومجده المشهور ونتوعد منهما العدو بالحبيب المذخور والولي المنصور السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله تعالى عالي القدر قرير العين منشرح الصدر ولا زال حديث فخره سائرا مسير الشمس والبدر