( واعتنقنا في وشاح ... وانتظمنا نظم عقد ) .
ونجوم الليل تسري ... ذهبا في لازورد ) .
وكتب إليه شاعر في طرس مكشوط .
( والطرس مبشور وفيه بشارة ... ببقا الإمام الفاضل المستظهر ) .
( ملك أعاد العيش غضا ملكه ... وكذا يكون به طوال الأعصر ) .
فأجزل صلته وكتب في ظهر الورقة .
( قبلنا العذر في بشر الكتاب ... لما أحكمت في فصل الخطاب ) .
وقد قدمنا في الباب الثالث شيئا من هذه الأخبار وما حصل بعد ذلك بقرطبة إلى أن تولى الأمر ابن جهور في صورة الوزارة ثم ابنه إلى أن أخذ قرطبة منه المعتمد بن عباد حسبما ذكر في أخباره .
ثم آل الأمر بعد ذلك كله إلى استيلاء ملوك العدوة من الملثمين والموحدين على قرطبة إلى أن تسلمها النصارى أعادها الله تعالى للإسلام كما يذكر في الباب الثامن .
وقال صاحب مناهج الفكر في ذكر قرطبة ما ملخصه فأما ما اشتمل عليه غرب الجزيرة من البلاد الخطيرة فمنها قرطبة وكانت مقر الملك ودار الإمارة وأم ما عداها من البلاد منذ افتتحها المسلمون سنة 92 زمن الوليد بن عبد الملك إلى أن خرجت عن أيديهم وتنقلت في أيدي ملوك المسلمين إلى أن وصلت إلى الناصر عبد الرحمن فبنى في تجاهها مدينة سماها الزهراء يجري بينهما نهر عظيم انتهى .
استطراد في وصف المباني العامرة .
واعلم أن المباني دالة على عظيم قدر بانيها كما ذكرناه في كلام الناصر