فبشر اسمه وكتب اسم المستظهر وركب إلى القصر وحمل معه ابني عمه المذكورين فحبسهما وكان قد رفع جماعة من الأتباع ذهب بهم العجب كل مذهب كأبي عامر ابن شهيد المنهمك في بطالته وأبي محمد ابن حزم المشهور بالرد على العلماء في مقالته وابن عمه عبد الوهاب بن حزم الغزل المترف في حالته فأحقد بذلك مشايخ الوزراء والأكابر وبادر المستظهر باصطناع البرابر وأكرم مثواهم وأحسن مأواهم واشتغل مع ابن شهيد وابني حزم بالمباحثة في الآداب ونظم الشعر والتمسك بتلك الأهداب والناس في ذلك الوقت أجهل ما يكون وكان جماعة من أهل الشر في السجون يتعين أن لا يخرج منهم إنسان فأخرج منهم شخصا يقال له أبو عمران وقد كان أشار بعض الوزراء عليه بعدم إخراجه فأخرجه وخالفه في ذلك ولم يقبل النصيحة وفعل ما أداه إلى الفضيحة فسعى القوم الذين خرجوا من الحبوس على إفساد دولته وإبدال فرحه بالبوس لما اشتغل عنهم بالأدباء والشعراء حسبما اقتضاه رأيه المعكوس فسعوا في خلعه مع البرابر وقتل في ذي القعدة من السنة التي بويع فيها وصار كامس الدابر بعد سبعة وأربعين يوما من يوم بويع بالخلافة وإذا أراد الله أمرا فلا يقدر أحد أن يأتي خلافه وعمره ثلاث وعشرون سنة كأنها سنة .
ومن شعر المستظهر المذكور وهو من القريض الممدوح صاحبه بالبلاغة المشكور .
( طال عمر الليل عندي ... مذ تولعت بصدي ) .
( يا غزالا نقض العهد ... ولم يوف بوعد ) .
( أنسيت العهد إذ تبنا ... على