قال ومن أبدع قصور خارج قرطبة قصر السيد أبي يحيى بن أبي يعقوب بن عبد المؤمن وهو على متن النهر الأعظم تحمله أقواس وقيل للسيد كيف تأنقت في بنيان هذا القصر مع انحرافك عن أهل قرطبة فقال علمت أنهم لا يذكرون واليا بعد عزله ولا له عندهم قدر لما بقي في رؤوسهم من الخلافة المروانية فأحببت أن يبقى لي في بلادهم أثر أذكر به على رغمهم .
قال ابن سعيد وأخبرني والدي أن ناهض بن إدريس شاعر وادي آش في عصره أنشده لنفسه في هذا القصر .
( ألا حبذا القصر الذي ارتفعت به ... على الماء من تحت الحجارة وأقواس ) .
( هو المصنع الأعلى الذي أنف الثرى ... ورفعه عن لثمه المجد والباس ) .
( فأركب متن النهر عزا ورفعة ... وفي موضع الأقدام لا يوجد الراس ) .
( فلا زال معمور الجناب وبابه ... يغص وحلت أفقه الدهر أعراس أعراس ) .
وقال الفتح في قلائده لما ذكر الوزير ابن عمار وتنزه بالدمشق بقرطبة وهو قصر شيده بنو أمية بالصفاح والعمد وجري في إتقانه إلى غير أمد وأبدع بناؤه ونمقت ساحاته وفناؤه وانخذوه ميدان مراحهم ومضمار أفراحهم وحكوا به قصرهم بالمشرق وأطلعوه كالكوكب المشرق وأنشد فيه لابن عمار .
( كل قصر بعد الدمشق يذم ... فيه طاب الجنى ولذ المشم ) .
( منظر رائق وماء نمير ... وثرى عاطر وقصر أشم ) .
( بت فيه والليل والفجر عندي