رث الهيئة مجفوا الطلعة قد جاء فجلس معنا فقلنا له ما هذا الإقدام على الجلوس معنا دون سابق معرفة فقال لا تعجلوا علي ثم فكر قليلا ورفع رأسه فأنشدنا .
( أسقنيها إزاء قصر الرصافة ... واعتبر في مآل أمر الخلافة ) .
( وانظر الأفق كيف بدل أرضا ... كي يطيل اللبيب فيه اعترافه ) .
( ويرى أن كل ما هو فيه ... من نعيم وعز أمر سخافة ) .
( كل شيء رأيته غير شيء ... ما خلا لذة الهوى والسلافة ) .
قال المريني فقلبت رأسه وقلت له بالله من تكون فقال قاسم بن عبود الرياحي الذي يزعم الناس أنه موسوس أحمق قال فقلت له ما هذا شعر أحمق وإن العقلاء لتعجز عنه فبالله إلا ما تممت مسرتنا بمؤانستك ومنادمتك ومناشدة طرف أشعارك فنادم وأنشد وما زلنا معه في طيبة عيش إلى أن ودعناه وهو يتلاطم مع الحيطان سكرا ويقول اللهم