عبد الرحمن شنجول .
قال ابن خلدون ثم قام بالأمر بعده أخوه عبد الرحمن وتلقب بالناصر لدين الله وقيل بالمأمون وجرى على سنن أبيه وأخيه في الحجر على الخليفة هشام والاستبداد عليه والاستقلال بالملك دونه ثم ثاب له رأي في الاستئثار بما بقي من رسوم الخلافة فطلب من هشام المؤيد أن يوليه عهده فأجابه وأحضر لذلك الملأ من أرباب الشورى وأهل الحل والعقد فكان يوما مشهودا فكتب عهده من إنشاء أبي حفص بن برد بما نصه هذا ما عهد به هشام المؤيد بالله أمير المؤمنين إلى الناس عامة وعاهد الله عليه من نفسه خاصة وأعطى به صفقة يمينه بيعة تامة بعد أن أمعن النظر وأطار الاستخارة وأهمه ما جعل الله إليه من الإمامة وعصب به من أمر المؤمنين واتقى حلول القدر بما لا يؤمن وخاف نزول القضاء بما لا يصرف وخشي إن هجم محتوم ذلك عليه ونزل مقدوره به ولم يرفع لهذه الأمة علما تأوي إليه وملجأ تنعطف عليه أن يكون يلقى ربه تبارك وتعالى مفرطا ساهيا عن أداء الحق إليها وتقصى عند ذلك من إحياء قريش وغيرها من يستحق أن يسند هذا الامر إليه ويعول في القيام به عليه ممن يستوجبه بدينه وأمانته وهديه وصيانته بعد اطراح الهوى والتحري للحق والتزلف إلى الله جل جلاله بما يرضيه وبعد أن قطع الأواصر وأسخط الأقارب فلم يجد أحدا أجدر أن يوليه عهده ويفوض إليه الخلافة بعده لفضل نفسه وكرم