ووجه وفود التعظيم إليه من مفرد في جماله صار لجمع الأنبياء تماما وفذ في كماله تقدم في حضرة التقديس التي أسست على التشريف أعظم تأسيس فصلى بالمرسلين إماما وصدر تحلى بجميل الأوصاف كالوفاء والعفاف والصدق والإنصاف فزكا في أعماله وبلغ الراجي منتهى آماله ولم يخلف وعدا ولم يخفر ذماما وسيد كسي حلل العصمة من كل مخالفة وذنب ووصمة فلم يصرف لغير طاعة مولاه الذي أولاه من التفضيل ما أولاه اهتبالا واهتماما .
وعلى آله وعترته الفائزين بأثرته أنصار الدين والمهاجرين المهتدين وأشياعه وذريته الطالعين نجوما في سماء شهرته وأتباعهم القائمين بحقوق نصرته أرباب العقل الرصين الفاتحين بسيوف دعوته أبواب المعقل الحصين حتى بلغت أحكام ملته وأعلام بعثته من بالأندلس والصين فضلا عن الشأم والعراق .
ورضي الله تعالى عن علماء أمته المصنفين في جميع العلوم والفنون وعظماء سنته الموفين للطلاب بالآراب المحققين لهم الظنون وحكماء شرعته المتبصرين بحدوث من مرت عليه الأيام والشهور وكرت عليه الإناء والدهور والأعوام والسنون المتدبرين في عواقب من كان بهذه البسيطة من السكان المتكذرين على قدر الإمكان بمن طحنته رحا المنون من أملاك العصور الخالية وملاك القصور العالية وذوي الأحوال التي هي بسلوك الاختلاف حالية من بصير وأعمى وفقير وذي نعمى ومختال تردى بكبريائه ومحتال على ما بأيدي الناس بسمعته وريائه وعاقل أحسن العمل وغافل افتتن بالأمل وكارع في حياض الشريعة وراتع برياض الآداب المريعة وذي ورع سد عما رابه الذريعة وأخي طمع في أن يدرك آرابه من الدنيا الوشيكة