لبديع من قدرته واحتياطه ولئن كان أتى بها على البديهة لوقته فإنه لأعجب وأغرب .
قال ابن سعيد ولما فرغ منذر من خطبته أنشد .
( هذا المقام الذي ما عابه فند ... لكن قائله أزرى به البلد ) .
( لو كنت فيهم غريبا كنت مطرفا ... لكنني منهم فاغتالني النكد ) .
ويروى بدل هذا الشطر .
( ولا دهاني لهم بغي ولا حسد ... ) .
( لولا الخلافة أبقى الله حرمتها ... ما كنت أرضى بأرض ما بها أحد ) .
قلت كأنه عرض بأبي علي القالي وتقديمهم إياه في هذا المقام والله أعلم .
ومن نظم منذر بن سعيد قوله .
( الموت حوض وكلنا نرد ... لم ينج مما يخافه أحد ) .
( فلا تكن مغرما برزق غد ... فلست تدري بما يجيء غد ) .
( وخذ من الدهر ما أتاك به ... ويسلم الروح منك والجسد ) .
( والخير والشر لا تذعه فما ... في الناس إلا التشنيع والحسد ) .
وله وقد آذاه شخص فخاطبه بالكنية فقيل له أيؤذيك وأنت تخاطبه بالكنية فقال .
( لا تعجبوا من أنني كنيته ... من بعد ما قد سبنا وأذانا ) .
( فالله قد كنى أبا