غزوات الناصر .
وأخبار الناصر طويلة جدا وقد منح الظفر على الثوار واستنزلهم من معاقلهم حتى صفا له الوقت وكانت له في جهاد العدو اليد البيضاء فمن غزواته أنه غزا سنة ثمان وثلاثمائة إلى جليقية وملكها أردون بن أذفونش فاستنجد بالبشكنس والإفرنجة وظاهر شانجة بن غرسية صاحب بنبلونة أمير البشكنس فهزمهم ووطىء بلادهم ودوخ أرضهم وفتح معاقلهم وخرب حصونهم ثم غزا بنبلونة سنة ثنتي عشرة ودخل دار الحرب ودوخ البسائط وفتح المعاقل وخرب الحصون وأفسد العمائر وجال فيها وتوغل في قاصيتها والعدو يحاذيه في الجبال والأوعار ولم يظفر منه بشيء ثم بعد مدة ظفر ببعض الثوار عليه وكان استمد بالنصارى فقتل الناصر من كان مع الثائر من النصارى أهل ألبة وفتح ثلاثين من حصونهم وبلغه انتفاض طوطة ملكة البشكنس فغزاها في بنبلونة ودوخ أرضها واستباحها ورجع إلى قرطبة ثم غزا غزوة الخندق سنة سبع وعشرين إلى جليقية فانهزم وأصيب فيها المسلمون وقعد بعدها عن الغزو بنفسه وصار يردد البعوث والصوائف إلى الجهاد وبعث جيوشه إلى المغرب فملك سبتة وفاسا وغيرهما من بلاد المغرب وطار صيته وانتشر ذكره كما سبق ولما هلك غرسية بن شانجة ملك البشكنس قام بامرهم بعده أمه طوطة وكفلت ولده ثم انتفضت على الناصر سنة خمس وعشرين فغزا الناصر بلادها وخرب نواحي بنبلونة وردد عليها كما مر