ووضع الهناء موضع النقب والله سبحانه يبقي مولاي آخذا بزمام الفخر ناهضا بأعباء البر مالكا لأعنة الدهر وصنع الله سبحانه لسيدي أتم الصنع وأجمله وأفضله وأكمله بمنهن لا رب سواه انتهى رسالة ابن عبد البر إلى المنصور الصغير 109 رسالة ابن عبد البر إلى المنصور الصغير وقد تذكرت هنا والحديث شجون وبذكر المناسبات يبلغ الطلاب ما يرجون كتابا كتبه الأديب الكاتب أبو محمد ابن الإمام الحافظ محدث الأندلس أبي عمر بن عبد البر النميري إلى المنصور بن أبي عامر وهو من ذرية المنصور الكبير الذي كنا نتحدث في أخباره يمت إليه بسلفه ومعاملتهم لمن تقدم من آبائه بتعظيم قدره وإكباره وهو عمر الله ببقاء سيدي ذي السابقتين بهجة أوطانه وملكه عنان زمانه ومد عليه ظلال أمانه أنى أبقى الله الملك الكريم والسيد الزعيم لما أضاءت لي أهلة مفاخركم في سماء الفخار وأشرقت شموس مكارمكم على مفارق الأحرار وأبصرت شمائلك الزهر تهدى إليك من الهمم محامدها ومحاسنك الغر توقظ لك من الآمال رواقدها أيقنت أنه بحق انقادت لك القلوب بأعنتها وتهادت إليك النفوس بأزمتها فآليت أن لا ألم إلا بحماك ولا أحط رحلا إلا بفناك علما بأنك نثرة الفخر وغرة الدهر فتيممت ساريا في ساطع نورك متيمنا بيمن طائرك محققا للريح