فارتاح لقولها وبدا السرور في وجهه وقال .
( ألم تر يا عباس أني أجبتها ... على البعد أقتاد الخميس المظفر ) .
( فأدركت أوطارا وبردت غلة ... ونفست مكروبا وأغنيت معسرا ) .
فقال عباس نعم جزاك الله خيرا عن المسلمين وقبل يده .
ومما عيب به أنه قتل الفقيه أبا زكريا يحيى بن مضر القيسي وكان قدوة في الدين والورع سمع من سفيان ومالك بن أنس وروى عنه مالك وقال حدثنا يحيى بن مضر عن سفيان الثوري أن الطلح المنضود هو الموز وكان قتل المذكور مع جماعة من العلماء وغيرهم .
عبد الرحمن بن الحكم .
وقام بأمره من بعده ابنه عبد الرحمن بعهد منه إليه ثم لأخيه المغيرة بعده فغزا عبد الرحمن لأول ولايته إلى جليقية وأبعد وأطال المغيب وأثخن في امم النصرانية هنالك ورجع .
وقدم عليه سنة ست ومائتين زرياب المغني من العراق وهو مولى المهدي ومتعلم إبراهيم الموصلي واسمه علي بن نافع فركب بنفسه لتلقيه على ما حكاه ابن خلدون وبالغ في إكرامه وأقام عنده بخير حال وأورث صناعة الغناء بالأندلس وخلف أولادا فخلفه كبيرهم عبد الرحمن في صناعته وحظوته .
وفي سنة