ومنها .
( من لي بمقتضبات الروح من بدني ... يغصبنني في الهوى عزي وسلطاني ) وقيل إنه كان يمسك أولاد الناس ويخصيهم ونقلت عنه أمور ولعله تاب منها كما قدمنا والله أعلم بحقيقة أمره .
ومن بديع أخبار الحكم أن العباس الشاعر توجه إلى الثغر فلما نزل بوادي الحجارة سمع امرأة تقول واغوثاه بك يا حكم لقد أهملتنا حتى كلب العدو علينا فأيمنا وأيتمنا فسألها عن شأنها فقالت كنت مقبلة من البادية في رفقة فخرجت علينا خيل عدو فقتلت وأسرت فصنع قصيدته التي أولها .
( تململت في وادي الحجارة مسهرا ... أراعي نجوما ما يردن تغورا ) .
( إليك أبا العاصي نضيت مطيتي ... تسير بهم ساريا ومهجرا ) .
( تدارك نساء العالمين ينصرة ... فإنك أحرى أن تغيث وتنصرا ) .
فلما دخل عليه أنشده القصيدة ووصف له خوف الثغر واستصراخ المرأة باسمه فأنف ونادى في الحين بالجهاد والاستعداد فخرج بعد ثلاث إلى وادي الحجارة ومعه الشاعر وسأل عن الخيل التي أغارت من أي أرض العدو كانت فاعلم بذلك فغزا تلك الناحية وأثخن فيها وفتح الحصون وخرب الديار وقتل عددا كثيرا وجاء إلى وادي الحجارة فأمر بإحضار المرأة وجميع من أسر له أحد في تلك البلاد فأحضر فأمر بضرب رقاب الأسرى بحضرتها وقال للعباس سلها هل أغاثها الحكم فقالت المرأة وكانت نبيلة والله لقد شغى الصدور وأنكى العدو وأغاث الملهوف فأغاثه