( إذا ما بدا برق الحجاز فأدمعي ... تفيض إلى الوراد منها المشارب ) .
( أعاتب أيام البعاد وقلما ... يبرد حر الشوق بالعتب عاتب ) .
( وأبخل بالصبر الجميل وإنه ... لينهبه من وارد البين ناهب ) .
( ولما بدت أعلام طيبة قصرت ... من الشوق ما قد طولته السباسب ) .
( وقفنا وسلمنا وفاضت دموعنا ... وحنت إلى ذاك الجناب الركائب ) .
( نزلنا وقبلنا من الشوق تربها ... وطابت بذاك الترب منا الترائب ) .
( فللعين من تلك المعاهد نزهة ... وللقلب في تلك الرسوم مآرب ) .
( حوت سيد الرسل الذي جل قدره ... له في مقام القرب تقضى المطالب ) .
( به غالب حاز المفاخر سالفا ... ولا شرف إلا الذي حاز غالب ) .
( بهادي الورى طرا مناصبه سمت ... وراقت بخير الرسل تلك المناصب ) .
( محمد الهادي بإشراق نوره ... تمزق من ليل الضلال غياهب ) .
( ترقى إلى السبع الطباق وما بدا ... له في ترقيه من الحجب حاجب ) .
( وخاطبه في حضرة القدس ربه ... وأدناه في حال الخطاب المخاطب ) .
( نبي بدت أنواره وتلألأت ... فمنها تضيء النيرات الثواقب ) .
( لقد أشرقت شمس النهار بنوره ... وبدر الدجى لما بدا والكواكب ) .
( أعلل قلبي بالوصول لقبره ... وإن غبت ما قلبي وحقك غائب ) .
( وإني أناديه وإن كنت نازحا ... نداء غريب غربته المغارب ) .
( إذا كنت لي يا سيد الرسل شافعا ... فما أنا من نيل السعادة خائب ) .
( بمدحك يا من جل قدرا وحظوة ... وجاها وتمكينا تنال المواهب ) .
( فيا معشر الأحباب إن نبينا ... إلى فوزنا داع وساع وخاطب ) .
( إلا فاذكروه كل حين وسلموا ... عليه بذاك الذكر تسم المراتب ) .
( وقوموا على أقدامكم عند ذكره ... فذلك في شرع المحبة واجب )