( للزهر سر وعرف الروض فاضحه ... والمسك إن فض لا تخفى سرائره ) .
( هل زار طيبة ذاك العرف حين سرى ... فتربها أبدا مسك يخامره ) .
( طابت بطيب رسول الله فهي به ... سمت وراقت بمن فاقت مفاخره ) .
( به معد تسامى للعلا وبه ... حاز المكارم واعتزت عشائره ) .
( أسنى النبيين قدره نوره أبدا ... يزيد حسنا على الأقمار باهره ) .
( وأفضل الخلق من عرب ومن عجم ... أربت على الرمل أضعافا مآثره ) .
( إن كان للرسل عقد وهو آخرهم ... نظما فقد زان عقد الرسل آخره ) .
( روض من الحلم غض راق منظره ... بحر من العلم عذب فاض زاخره ) .
( إن جاد صاح بلقياه الزمان فمل ... إلى مقام حبيب أنت زائره ) .
( وصف له حال صب مغرم دنف ... رام الدنو فأقصته جرائره ) .
( واذكر هناك بعيد الدار غربه ... غرب فما غائب من أنت ذاكره ) .
( أهدى السلام بلا حد ولا أمد ... إلى محل رسول الله عامره ) .
ومنه قوله C تعالى .
( أمنزلنا جادت ثراك السحائب ... وإلا فجادته الدموع السواكب ) .
( ووشاك وسمي الغمام بدره ... وحلى محلا حل فيه الحبائب ) .
( وحبا نسيم الريح بالجزع آنسا ... فما عاب ذاك الأنس بالجزع عائب ) .
( فيا عهدنا بالخيف هل أنت عائد ... ويا أنسنا بالجزع هل أنت آيب ) .
( وهل راجع عصر الشباب الذي انقضى ... وقد شيبت سود الشعورالشوائب ) .
( وهيهات أن يقضى لنا برجوعه ... كما كان غصنا مورقا وهو ذاهب ) .
( وقد سلب الدهر المفرق أنسنا ... وأودى به والدهر للأنس سالب ) .
( فما وهب الإيناس إلا مغالطا ... وأي بخيل للنفائس واهب ) .
( أطالب أيام العقيق بعودة ... وقد عز مطلوب له أنا طالب ) .
( فيا صاحبي كن مسعدي في صبابتي ... وإلا فما أنت الصديق المصاحب )