الخيل واستفحل ملكه وباشر الأمور بنفسه وفي خلال فتنة كانت بينه وبين عميه اغتنم العدو الكافر الفرصة في بلاد المسلمين وقصدوا برشلونه فملكوها سنة خمس وثمانين وتأخرت عساكر المسلمين إلى ما دونها وبعث الحكم العساكر مع الحاجب عبد الكريم بن مغيث إلى بلاد الجلالقة فأثخنوا فيها وخالفهم العدو إلى المضايق فرجع على التعبية وظفر بهم وخرج إلى بلاد الإسلام ظافرا .
وكانت له الواقعة الشهيرة مع أهل الربض من قرطبة لأنه في صدر ولايته كان قد انهمك في لذاته فاجتمع أهل العلم والورع بقرطبة مثل يحيى ابن يحيى الليثي صاحب مالك وأحد رواة الموطأ عنه وطالوت الفقيه وغيرهما فثاروا به وخلعوه وبايعوا بعض قرابته وكانوا بالربض الغربي من قرطبة وكان محلة متصلة بقصره فقاتلهم الحكم فغلبهم وافترقوا وهدم دورهم ومساجدهم ولحقوا بفاس من أرض العدوة وبالإسكندرية من أرض المشرق ونزل بها جمع منهم ثم ثاروا بها فزحف إليهم عبد الله بن طاهر صاحب مصر للمأمون بن الرشيد وغلبهم وأجازهم إلى جزيرة أقريطش فلم يزالوا بها إلى أن ملكها الإفرنج من أيديهم