علي من بنيهم خاصة وقصدني أخوك بالاعتداء إذ عرف مكاني منك فمد هشام يده إلى جارية كانت وراء الستر وقطع قلادة عقد نفيس كان في نحرها وقال له دونك هذا العقد يا كناني وشراؤه علي ثلاثة آلاف دينار فلا تخدعن عنه وبعه وأد عن نفسك وعن قومك ولا تمكن الرجل من اهتضامك فقال يا سيدي لم آتك مستجديا ولا لضيق المال عما حملته ولكني لما اعتمدت بظلم صراح أحببت أن يظهر علي عز نصرك وأثر ذبك وامتعاضك فأتمجد بذلك عند من يحسدني على الانتماء إليك فقال هشام فما وجه ذلك فقال أن تكتب إلى أخيك في الإمساك عني والقيام بذمتك لي فقال أمسك العقد وركب من حينه إلى والده الداخل واستأذن عليه فيوقت أنكره فانزعح وقال ما أتى بأبي الوليد في هذا الوقت إلا أمر مقلق ائذنوا له فلما دخل سلم عليه ومثل قائما بين يديه فقال له اجلس يا هشام فقال أصلح الله الأمير سيدي وكيف جلوسي بهم وذل مزعج وحق لمن قام مقامي أن لا يجلس إلا مطمئنا ولن يقعدني إلا طيب نفسي بإسعاف الأمير لحاجتي وإلا رجعت على عقبي فقال له حاش لك من انقلابك خائبا فاقعد مجابا مشفعا فجلس فقال له أبوه فما الحدث المقلق فأعلمه فأمر بحمل الدية عنه وعن عشيرته من بيت المال فسر هشام وأطنب في الشكر وكتب الأمير إلى ولده سليمان في ترك التعرض لهذا الكناني .
ولما دخل الكناني لوداع هشام قال له يا سيدي قد تجاوزت بك حد الأمنية وبلغت غاية النصر وقد أغنى الله عن العقد المبذول بين يدي العناية الكريمة فتعيده إلى صاحبته فأبى من ذلك وقال لا سبيل إلى رجوعه إلينا .
وكان