والحي والجماد والقصعة والزاد بأن محمدا رسول الملك الحق والمبلغ عنه بواسطة الملك إلى الخلق وصاحب اللواء المعقود والمقام المحمود والحوض المورود والقول المسموع والذكر المرفوع والصدر المشروح والفخر الباهر الوضوح والأنوار المتناقلة والآثار المتداولة والنبوة التي عهدها تقادم من قبل خلق آدم والمزية المعروف قدرها الجليل المقبول فيها ما دعا به الخليل والرتبة التي استشرف إليها الكليم حتى قال له ( وكن من الشاكرين ) ربه الكريم والبشارة التي كان بها يصيح حين يسيح روح الله تعالى وكلمته عيسى المسيح والشفاعة التي يرجوها الرسل والأمم ويقرع بها الباب المرتج المبهم فما لنبينا المختار من علو المقدار واصطفاء الجبار والاختصاص بالأثرة والاستخلاص للحضرة ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما .
حسب هذا الوجود من الفضل الرباني والجود الذي لم يزل عظيما أن بعث الله تعالى فيه رسولا رؤوفا بالمؤمنين رحيما عزيزا على ربه الكريم كريما بسره سجدت الملائكة لآدم تعظيما وبذكره ينظم سلك المادح لحضرته العلية تنظيما صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما صلاة تتصل ما دار كأس محبته على أحبته فكان مزاجه تسنيما وسلاما ينزل دار دارين فيرسل ببضائعها إلى روضة الرضى نسيما .
ومن خطبه المرتجله قوله سامحه الله تعالى .
الحمد لله الذي حمده من نعمائه وشكره على آلائه من آلائه أحمده حمد عارف بحق سنائه واقف عند غاية العجز عن إحصاء ثنائه عاكف على رسم الإقرار بالافتقار إليه والاستغناء به في كل آنائه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المتوحد بعظمته وكبريائه المتقدس عما يقوله الملحدون في أسمائه وأصلي على سيد ولد آدم ونخبة أنبيائه محمد المفضل على العالمين باجتبائه