وما تعرضنا بإساءة الأدب واللوم ولكن علمنا أن آخر الشرب ساقي القوم وإن أسهبنا فما نلنا رتبة ذلك الإيجاز وإن أعرقنا فهوانا في الحجاز فلكم قصيرات الحجال ولنا قصيرات الخطا في هذا المجال وإكثارنا في قلة وجارنا من الفقر في فقر وذلة ومن لنا بواحدة يشرق ضياؤها ويخفي النجوم خجلها منها وحياؤها إن لم تطل فلأنها للفروع كالأصل وفي الجموع كليلة الوصل فلو سطع نورها الزاهر ونورها الذي تطيب منه الأنوار الأزاهر لسجدت النيران ليوسف ذلك الجمال ووجدت نفحات رياها في أعطاف الجنوب والشمال وأسرعت نحوها النفوس إسراع الحجيج يوم النفر وسار خبرها وسرى فصار حديث المقيمين والسفر وما ضر تلك الساخرة في تجليها الساحرة بتجنيها أن كانت بمنزلة ربيبتها بل ربيئتها هذه التي سبقتني لما سقتني بسيئتها ووجدت ريحها لما فصلت من مصر عيرها وحين وصلت لم يدلني على ساريها إلا عبيرها وكم رامت أن تستتر عني بليل حبرها في هذه المغاني فأغراني بهاؤها وكل مغرم مغرى ببياض صبح الألفاظ والمعاني وهل كان ينفعها تلفحها بمرطها وتلفعها إذ نادتها المودة قد عرفناك يا سودة فأقبلت على شم نشرها وعرفها ولثم سطرها وحرفها وقريتها الثناء الحافل وقرأتها فزينت بها المحافل ورمت أمر الجواب فعزني في الخطاب لكن رسمت هذه الرقعة التي هي لديكم بعجزي واشية وإليكم مني على استحياء ماشية وإن رق وجهها فما رقت لها حاشية فمنوا بقبولها على عللها وانقعوا بماء سماحتكم حر غللها فإنها وافدة من استقر قلبه عندكم وثوى وأقر بأنه يلقط في هذه الصناعة ما يلقى للمساكين من النوى بقيتم سيدي للفضل والإغضاء ودمتم غرة في جبين السمحة البيضاء واقتضيتم السعادة