للغيب بما حفظ الله فعجبت لها الآن كيف زلت نعلها ونشزت فنشرت ما استكتمها بعلها واضطربت في رأيها اضطراب المختار بن أبي عبيد وضربت في الأرض تسعى علي بكل مكر وكيد وزعمت أن الجيم خدعها وألان أخدعها وأخبرها أن سيبلغ بخبرها الخابور وأحضرها لصاحبها كما أحضر بين يدي قيصر سابور .
فقد جاءت إفكا وزورا وكثرت من أمرها منزورا وكانت كالقوس أرنت وقد أصمت القنيص والمراودة قالت ( ما جزاء ) وهي التي قدت القميص وربما يظن بها الصدق وظن الغيب ترجيم ويقال لقد خفضت الحاء بالجوار لهذا الجيم وتنتصر لها التي خيمت بين النرجسة والريحانة وختمت السورة باسم جعلت ثانيه أكرم نبي على الله سبحانه فإن امتعضت لهذه التكلمة تلك التي سبقت بكلمتها بشارة الكلمة فأنا ألوذ بعدلها وأعوذ بفضلها وأسألها أن تقضي قضاء مثلها وتعمل بمقتضى ( فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها ) .
على أن هذه التي قد أبدت مينها ونسيت الفضل بيني وبينها إن قال الحكمان منها كان النشوز عادت حرورية العجوز وقالت التحكيم في دين الله تعالى لا يجوز فعند ذلك يحصحص الحق ويعلم من الأولى بالحكم والأحق ويصيبها ما أصاب أروى من دعوة سعدية حين الدعوى ويا ويحها أرادت أن تجني علي فجنت لي وأناخت لي مركب السعادة وما ابتغت إلا ختلي فأتى شرها بالخير وجاء النفع من طريق ذلك الضير أتراها علمت