( ليت التحية كانت لي فأشكرها ... ) .
ولا عتب إلا على الحاء المبرحة بالبرحاء فهي التي أقامت قيامتي في الأندية وقامت علي قيام المتعدية يتظلم وهو عين الظالم ويلين القول وتحته سم الأراقم ولعمر اليراعة وما رضعت والبراعة وما صنعت ما خامرني هواها ولا كلفت بها دون سواها ولقد عرضت نفسها علي مرارا فأعرضت عنها ازورارا ودفعتها عني بكل وجه تارة بلطف وأخرى بنجه وخفت منها السآمة وقلت انكحي أسامة فرضيت مني بأبي جهم وسوء ملكته وابن أبي سفيان وصعلكته وكانت أسرع من أم خارجة للخطبة وأسمح من سجاح في استنجاح تلك الخطبة .
ولقد كنت أخاف من انتقال الطباع في عشرتها واستثقال الاجتماع من عترتها وأرى من الغبن والسفاه أخذها وترك بنات الأفواه والشفاه إذ هي أيسر مؤونة وأكثر معونة فغلطني فيها أن كانت بمنزل تتوارى صونا عن الشمس ومن نسوة خفرات لا ينطقن إلا بالهمس ووجدتها أطوع من البنان للكف والعنان للكف والمعنى للاسم والمغنى للرسم والظل للشخص والمستدل للنص فما عرفت منها إلا خيرا أرضاه وحسبتها من الحافظات