وقابلوا نعم الله تعالى بالشكر الذي يقيد به الشارد ويعذب الوارد وأسهموا منها للمساكين وافضلوا عليهم وعينوا الحظوظ منها لديهم فمن الآثار يا عائشة أحسني جوار نعم الله فإنها قلما زالت عن قوم فعادت إليهم ولا تطغوا في النعم فتقصروا عن شكرها وتلفكم الجهالة بسكرها وتتوهموا أن سعيكم جلبها وجد كم حلبها فالله خير الرازقين والعاقبة للمتقين ولا فعل إلا لله إذا نظر بعين اليقين والله الله لا تنسوا الفضل بينكم ولا تذهبوا بذهابه زينكم وليلتزم كل منكم لأخيه ما يشتد به تواخيه بما أمكنه من إخلاص وبر ومراعاة في علانية وسر وللإنسان مزية لا تجهل وحق لا يهمل وأظهروا التعاضد والتناصر وصلوا التعاهد والتزاور ترغموا بذلك الأعداء وتستكثروا الأوداء ولا تتنافسوا في الحظوظ السخيفة ولا تتهارشوا تهارش السباع على الجيفة واعلموا أن المعروف يكدر بالامتنان وطاعة النساء شر ما أفسد بين الإخوان فإذا أسديتم معروفا فلا تذكروه وإذا برز قبيح فاستروه وإذا أعظم النساء أمرا فاحقروه .
والله الله لا تنسوا مقارضة سجلي وبروا أهل مودتي من أجلي ومن رزق منكم مالا بهذا الوطن القلق المهاد الذي لا يصلح لغير الجهاد فلا يستهلكه أجمع في العقار فيصبح عرضة للمذلة والاحتقار وساعيا لنفسه إن تغلب العدو على بلده في الافتضاح والافتقار ومعوقا عن الانتقال أمام النوب الثقال وإذا كان رزق العبد على المولى فالإجمال في الطلب أولى وازهدوا جهدكم في مصاحبة أهل الدنيا فخيرها لا يقوم بشرها ونفعها لا يقوم بضرها وأعقاب من تقدم شاهدة والتواريخ لهذه الدعوى عاضدة ومن بلي بها منكم فليستظهر بسعة الاحتمال والتقلل من المال وليحذر معاداة الرجال ومزلات الإدلال وفساد الخيال ومداخلة العيال وإفشاء السر وسكر الاغترار وليصن الديانة ويؤثر الصمت ويلازم الأمانة ويسر من رضى