وقال .
( زرت الديار عن الأحبة سائلا ... ورجعت إذلالا بدمع سائل ) .
( ونزلت في ظل الأراكة قائلا ... والربع أخرس عن جواب القائل ) .
وقال .
( لا أوحش الله المنازل منهم ... منهم غدت تلك الديار حسانا ) .
( فاشكر لدهرك أن أراك بحاجر ... بان الحمى وأراكه قد بانا ) .
وقال .
( لك يا وادي العقيق علينا ... كل ما شئت من ذمام وثيق ) .
( فمن البر أنني أتبرى ... من عقوق لمنزل بالعقيق ) .
وقال .
( يا أهل ذي سلم بشرى لمستلم ... ذاك الثرى مقدم في السير لم ينم ) .
( يؤم دارا بها خير الورى حسبا ... الخاتم الرسل من عرب ومن عجم ) .
ولنقتصر من كلام ابن جابر في هذا الموضع على هذا المقدار وإنما أطنبت فيه لما تقدم من الاعتراض على لسان الدين في عدم توفيته بحق المذكور وحق رفيقه مع أنه أطال فيمن دونهما من أهل عصره وأيضا فإن كليهما غريب عندنا بالمغرب لكونهما ارتحلا قبل أن يشتهرا كل الاشتهار وكان خبرهما في الشرق أشهر .
من شعر رفيق ابن جابر .
وأما رفيقه شارح بديعيته فقد ذكرنا في غير هذا الموضع بعض حاله وكلامه ولنزد هنا ما تيسر فنقول من نظمه