369 - وقال .
( لا تعقني عن العقيق فإني ... بين أكنافه تركت فؤادي ) .
( وعلى تربه وقفت دموعي ... ولسكانه وهبت ودادي ) .
وقال .
( عرف المنزل الذي دار فيه ... زمن الأنس والشباب النضير ) .
( فشجاه قلب التلاقي فراقا ... وانثنى عنه ذا فؤاد كسير ) .
وقال .
( جمال هذا الغزال سحر ... يا حبذا ذلك الجمال ) .
( هلال خديه لم يغيب ... عني وإن غيب الهلال ) .
( غزال أنس يصيد أسدا ... فاعجب لما يصنع الغزال ) .
( دلاله دل كل شوق ... علي إذ زانه الدلال ) .
( كماله لا يخاف نقصا ... دام له الحسن والكمال ) .
( نباله قد رمت فؤادي ... يا حبذا تلكم النبال ) .
( حلال وصلي له حرام ... وحكم قتلي له حلال ) .
( زلال ذاك الحمى حياتي ... وأين لي ذلك الزلال ) .
( قتاله لا يطاق لكن ... يعجبني ذلك القتال ) .
وقال .
( بين تلك الخيام أكرم حي ... طربت للندى عليهم خيام ) .
( قد أقاموا بين العقيق وسلع ... فحياة النفوس حيث أقاموا ) .
وقال .
( إذا جئت نجدا كرم الله عهده ... فسلم على أهل المنازل من نجد ) 370 .
( لئن حال بعد الدار بيني وبينهم ... فإني لأرعاهم على ذلك البعد ) .
وقال .
( خجلت عندما نظرت إليها ... وانثنت وهي بين تيه ومنع ) .
( إنما ورد خدها زرع طرفي ... حين مروا فكيف أحرم زرعي ) .
وقال .
( لك نفسي إذا بدت لك نجد ... فلقد سرني الزمان بنجد ) .
( فلتلك الخيام عندي عهد ... وأبى الله أن أضيع عهدي ) .
وقال .
( سل عن القوم إن بدت لك سلع ... ففؤادي عند الذين بسلع ) .
( لي على تلكم المعاهد دمع ... كاد يغني بها عن اللث دمعي ) .
وقال صفحوا عن محبهم وأقالوا ... من عثار النوى ومنوا بوصل ) .
( لست أستوجب الوصال ولكن ... أهل تلك الخيام أكرم أهل ) .
وقال .
( مال الزمان بهم عني وقد بعدوا ... لم يلهني عنهم أهل ولا مال ) .
( إني لأخشى وما الأيام طوع يدي ... أني أموت ولي في القلب آمال ) .
وقال .
( بين وادي النقا وبان المصلى ... ملأ ألبسوا الوجود جمالا ) .
( إن يكن قد نوى لي الدهر قربا ... منهم فهو قد كفاني نوالا ) 371 .
وقال .
( زرت الديار عن الأحبة سائلا ... ورجعت إذلالا بدمع سائل ) .
( ونزلت في ظل الأراكة قائلا ... والربع أخرس عن جواب القائل ) .
وقال .
( لا أوحش الله المنازل منهم ... منهم غدت تلك الديار حسانا ) .
( فاشكر لدهرك أن أراك بحاجر ... بان الحمى وأراكه قد بانا ) .
وقال .
( لك يا وادي العقيق علينا ... كل ما شئت من ذمام وثيق ) .
( فمن البر أنني أتبرى ... من عقوق لمنزل بالعقيق ) .
وقال .
( يا أهل ذي سلم بشرى لمستلم ... ذاك الثرى مقدم في السير لم ينم ) .
( يؤم دارا بها خير الورى حسبا ... الخاتم الرسل من عرب ومن عجم ) .
ولنقتصر من كلام ابن جابر في هذا الموضع على هذا المقدار وإنما أطنبت فيه لما تقدم من الاعتراض على لسان الدين في عدم توفيته بحق المذكور وحق رفيقه مع أنه أطال فيمن دونهما من أهل عصره وأيضا فإن كليهما غريب عندنا بالمغرب لكونهما ارتحلا قبل أن يشتهرا كل الاشتهار وكان خبرهما في لشرق أشهر .
من شعر رفيق ابن جابر .
وأما رفيقه شارح بديعيته فقد ذكرنا في غير هذا الموضع بعض حاله وكلامه ولنزد هنا ما تيسر فنقول من نظمه