الشهير عالم المغرب أبي الفضل عياض وكنت أنا في أول الاشتغال ممن يعتقد صحة تلك النسبة حتى وقفت على شرح البديعية الموصوفة لرفيقه أبي جعفر فإذا هي منسوبة للناظم ابن جابر وهي .
( في كل فاتحة للقول معتبره ... حق الثناء على المبعوث بالبقره ) .
( في آل عمران قدما شاع مبعثه ... رجالهم والنساء استوضحوا خبره ) .
( من مد للناس من نعماه مائدة ... عمت فليست على الأنعام مقتصره ) .
( أعراف نعماه ما حل الرجاء بها ... إلا وأنفال ذاك الجود مبتدره ) .
( به توسل إذ نادى بتوبته ... في البحر يونس والظلماء معتكره ) .
( هود ويوسف كم خوف به أمنا ... ولن يروع صوت الرعد من ذكره ) .
( مضمون دعوة إبراهيم كان وفي ... بيت الإله وفي الحجر التمس أثره ) .
( ذو أمة كدوي النحل ذكرهم ... في كل قطر فسبحان الذي فطره ) .
( بكهف رحماه قد لاذ الورى وبه ... بشرى ابن مريم في الإنجيل مشتهره ) .
( سماه طه وحض الأنبياء على ... حج المكان الذي من أجله عمره ) .
( قد أفلح الناس بالنور الذي غمروا ... من نور فرقانه لما جلا غرره ) .
( أكابر الشعراء اللسن قد عجزوا ... كالنمل إذ سمعت آذانهم سوره ) .
( وحسبه قصص للعنكبوت أتى ... إذ حاك نسجا بباب الغار قد ستره ) .
( في الروم قد شاع قدما أمره وبه ... لقمان وفق للدر الذي نثره ) .
( كم سجدة في طلى الأحزاب قد سجدت ... سيوفه فأراهم ربه عبره ) .
( سباهم فاطر السبع العلا كرما ... لمن بياسين بين الرسل قد شهره ) .
( في الحرب قد صفت الأملاك تنصره ... فصاد جمع الأعادي هازما زمره ) .
( لغافر الذنب في تفصيله سور ... قد فصلت لمعان غير مختصره ) .
( شوراه أن تهجر الدنيا فزخرفها ... مثل الدخان فيعشي عين من نظره )