( جعلتها مني وداعا فاعتجب ... لنظمها الحلو الجنى كيف حلا ) .
( من قارب الرحلة عن ذاك الحمى ... كيف أجاد النظم يوما أو درى ) .
( أرسلتها من خاطر خامره ... وجد جلا عن مقلتي طيب الكرى ) .
( وكيف لا آسى على بعدي عن ... قوم جرى من جودهم ما قد جرى ) .
( أنصار دين الله والهادي الذي ... لولا وضوح هديه ضل الورى ) .
( فالقلب بين مشرق ومغرب ... مقسم اللوعة مجذوب العرى ) .
( إذا ذكرت الغرب حنت مهجتي ... وبل دمعي من جوى الشوق الثرى ) .
( وإن ذكرت حب من في مشرق ... أبطأ في حبهم عن السرى ) .
( إن يصف من وجه لشخص مورد ... كدر من أخرى فلا صفو يرى ) .
( فإن ترحلت فقلبي عندكم ... لم يرتحل عن بابكم ولا سرى ) .
( ولا تزال رسل شوقي أبدا ... تترى على مجدكم الجزل الندى ) .
( ولن تمر ساعة إلا هفا ... بذكركم مفصح نظمي وشدا ) .
( فليس عندي للنجاة مخلص ... إن لم يكن منكم نوال أو جدا ) .
( بكم ملاذي وحماكم ملجئي ... ليس سوى ذاك السماح المجتدى ) .
( وما ذخرنا عدة سواكم ... مثلكم من يرتجى ويحتدى ) .
( لا أوحش الله ديارا أنتم ... فيها ولا أزرى بمرعاها الصدى ) .
( ولا نأت داركم ولا خلا ... ربعكم ما راح يوم واغتدى ) .
ومن محاسنه أيضاالبديعية المشهورة وهي المعروفة ببديعية العميان ولو لم يكن من محاسنه إلا قصيدته التي في التورية بسور القرآن ومدح النبي لكفى وهي من غرر القصائد وكثير من الناس ينسبها للقاضي