الله تعالى خير منزل وجعلكما من النوائب والشوائب بمعزل من رباط الفتح ولبي قديما ملكتما رقه وقلبي تعليما عرفتما صدقه كيف حالكما من سفر طويتما خبره حين تجشمتما غرره وكيف سخت نفوسكما بأم الحصون وذات الظلال والعيون تربة الآباء ومنزلة الجمحيين النجباء حتى صرمتما حبلها وهجرتما حزنها وسهلها وخضتما غبر الفجاج وخضر الأمواج ما ذاك إلا لتغلب الحادث النكر وتألب المعشر الغدر ومن أجل الداهية النكاد والحادثة الشنيعة على البلاد ازعجتكم حين أزعجتنا واخرجتكم كما أخرجتنا وطوحت بنا طوائحها واجتاحت ثمرنا وشجرنا جوائحها فشكر لله تعالى على قضائه وتضرعا فيما نرفعه من دعائه وهنيئا لنا ولكم معشر الشرداء المنطوين من الشجن على شر داء ذلك الطود الذي إليه أويتما وفي ظله ثويتما وعن ريه تريان وبسعيه تسعيان فوجهه المبارك لا يعدم رأيه نجحا ولا يعدو لصحبه إذا دجا ليل الهم صبحا انتهى .
تعريف بأبي المطرف .
وكان أبو المطرف بن عميرة المذكور كما قال فيه بعض علماء المغرب قدوة البلغاء وعمدة العلماء وصدر الجلة الفضلاء وهو أحمد بن عبد الله بن عميرة المخزومي ونكتة البلاغة التي قد أحرزها وأودعها وشمسها التي أخفت ثواقب كواكبها حين أبدعها مبدع البدائع التي لم يحظ بها قبله إنسان ولا ينطق عن تلاوتها لسان إذ كان ينطق عن قريحة صحيحة وروية بدرر