ومما يستولي على الخواطر ويروي رياض الأفكار بسحب بلاغته المواطر قوله C تعالى يخاطب أبا الحسن الرعيني سنة 634 .
( يا صاحبي والدهر لولا كرة ... منه على حفظ الذمام ذميم ) .
( أمنازعي أنت الحديث فإنه ... ما فيه لا لغو ولا تأثيم ) .
( ومروض مرعى مناي فنبته ... من طول إخلاف الغيوم هشيم ) .
( طال اعتباري بالزمان وإنما ... داء الزمان كما علمت قديم ) .
( مجفو حظ لا ينادي ثم لا ... ينفك عنه الحذف والترخيم ) .
( وأرى إمالته تدوم وقصره ... فعلام يلغى المد والتفخيم ) .
( وعلام أدعو والجواب كأنما ... فيه بنص قد أتى التحريم ) .
( لم ألق إلا مقعدا غير الأسى ... فلدي منه مقعد ومقيم ) .
( وشرابي الهم المعتق خالصا ... فمتى يساعدني عليه نديم ) .
( غارات أيامي علي خوارج ... قعديها في طبعه التحكيم ) .
( ولواعج يحتاج صالي حرها ... أمرا به قد خص إبراهيم ) .
( ولقد أقول لصاحب هو بالذي ... أدركت من علم الزمان عليم ) .
( لا يأس من روح الإله وإن قست ... يوما قلوب الخلق فهو رحيم ) .
ويهزني ويستفزني ما كتبه C تعالى من رسالة : .
كتبته إلى سيدي وهو السيد حقيقة وأخي وقد كتب الدهر بذلك وثيقة أبقى الله تعالى جلاله محروسا وربع وفائه لا يخشى دروسا من رباط الفتح وأنا بحقه عليم وعلى عهده مقيم وشأني توقير له وتعظيم وحب فيه خالص كريم ووصلني خطابه الخطير