( معاذ الهوى أن أصحب القلب ساليا ... ) .
القصيدة وقد تقدمت بتمامها فراجعها .
ثم قال ومن ذلك ما أنشد في الصنيع الثاني المخصوص بعمينا السيدين الأميرين سعد ونصر رحمة الله تعالى عليهما وأجاد في وصف الجند والجرد والطلبة وغرائب الأوضاع .
( اللمحة من بارق متبسم ... أرسلته دمعا تضرج بالدم ) .
( وللمحة تهفو ببانات اللوى ... يهفو فؤادك عن جوانح مغرم ) .
( هي عادة عذرية من يوم أن ... خلق الهوى تعتاد كل متيم ) .
( قد كنت أعذل ذا الهوى من قبل أن ... أدري الهوى واليوم أعذل لومي ) .
( كم زفرة بين الجوانح ما ارتقت ... حذر الرقيب ومدمع لم يسجم ) .
( إن كان واشي الدمع قد كتم الهوى ... هيهات واشي السقم لما يكتم ) .
( ولقد أجد هواي رسم دارس ... قد كاد يخفى عن خفي توهم ) .
( وذكرت عهدا في حماة قد انقضى ... فأطلت فيه ترددي وتلومي ) .
( ولربما أشجى فؤادي عنده ... ورقاء تنفث شجوها بترنم ) .
( لا أجدب الله الطلول فطالما ... أشجى الفصيح بها بكاء الأعجم ) .
( يا زاجر الأظعان يحفزها السرى ... قف بي عليها وقفة المتلوم ) .
( لترى دموع العاشقين برسمها ... حمرا كحاشية الرداء المعلم ) .
( دمن عهدت بها الشبيبة والهوى ... سقيا لها ولعهدها المتقدم ) .
( وكتيبة للشوق قد جهزتها ... أغزو بها السلوان غزو مصمم ) .
( ورفعت فيها القلب بندا خافقا ... وأريت للعشاق فضل تهممي ) .
( فأنا الذي شاب الحماسة بالهوى ... لكن من أهواه ضايق مقدمي ) .
( فطعنت من قد القوام بأسمر ... ورميت من غنج اللحاظ بأسهم )