( هم البدور كمال ما يفارقها ... هم الشموس ظلام لا يواريها ) .
( قضت قواضبها أن لا انقضاء لها ... وأمضت الحكم في الأعدا مواضيها ) .
( وخلدت في صفاح الهند سيرتها ... وأسندت عن عواليها معاليها ) .
( وأورثتك جهادا أنت ناصره ... والأجر منك يرضيها ويحظيها ) .
( كم موقف ترهب الأعداء موقعه ... والخيل تردي ووقع السمر يرديها ) .
( ثارت عجاجته واليوم محتجب ... والنقع يؤثر غيما من دياجيها ) .
( وللأسنة شهب كلما غربت ... في الدارعين تجلت من عواليها ) .
( وللسيوف بروق كلما لمعت ... تزجي الدماء وريح النصر يزجيها ) .
( أطلعت وجها تريك الشمس غرته ... تبارك الله ما شمس تساميها ) .
( من أين للشمس نطق كله حكم ... يفيدها كل حين منك مبديها ) .
( لك الجياد إذا تجري سوابقها ... فللرياح جياد ما تجاريها ) .
( إذا انبرت يوم سبق في أعنتها ... ترى البروق طلاحا لا تباريها ) .
( من أشهب قد بدا صبحا تراع له ... شهب السماء فإن الصبح يخفيها ) .
( إلا التي في لجام منه قيدها ... فإنه سامها عزا وتنويها ) .
( أو أشقر مر عن شقر البروق وقد ... أبقى لها شفقا في الجو تنبيها ) .
( أو أحمر جمره في الحرب متقد ... يعلو لها شرر من بأس مذكيها ) .
( لون العقيق وقد سال العقيق دما ... بعطفه من كماة كر يدميها ) .
( أو أدهم ملء صدر الليل تنعله ... أهلة فوق وجه الأرض يبديها ) .
( إن حارت الشهب ليلا في مقلده ... فصبح غرته بالنور يهديها ) .
( أو أصفر بالعشيات ارتدى مرحا ... وعرفه بتمادي الليل ينبيها )