( فإن حمراءها والله يكلؤها ... ياقوتة فوق ذاك التاج يعليها ) .
( إن البدور لتيجان مكللة ... جواهر الشهب في أبهى مجاليها ) .
( لكنها حسدت تاج السبيكة إذ ... رأت أزاهره زهرا يجليها ) .
( بروجها لبروج الأفق مخجلة ... فشهبها في جمال لا تضاهيها ) .
( تلك القصور التي راقت مظاهرها ... تهوي النجوم قصورا عن معاليها ) .
( لله لله عينا من رأى سحرا ... تلك المنارة قد رقت حواشيها ) .
( والصبح في الشرق قد لاحت بشائره ... والشهب تستن سبقا في مجاريها ) .
( تهوي إلى الغرب لما غالها سحر ... وغمض الفجرمن أجفان واشيها ) .
( وساجع العود في كف النديم إذا ... ما استوقفت ساجعات الطير يغريها ) .
( يبدي أفانين سحر في ترنمه ... يصبي العقول بها حسنا ويسبيها ) .
( يجسه ناعم الأطراف تحسبها ... لآلئا وهي نور في تلاليها ) .
( مقاتل بلحاظ قوس حاجبها ... ترمي القلوب بها عمدا فتصميها ) .
( فباكر الروض والأغصان مائلة ... يثني النفوس لها شوقا تثنيها ) .
( لم يرقص الدوح بالأكمام من طرب ... حتى شدا من قيان الطير شاديها ) .
( وأسمعتها فنون السحر مبدعة ... ورق الحمام وغناها مغنيها ) .
( غرناطة آنس الرحمن ساكنها ... باحت بسر معانيها أغانيها ) .
( أعدى نسيمهم لطفا نفوسهم ... فرقة الطبع طبع منه يعديها ) .
( فخلد الله أيام السرور بها ... صفرا عشياتها بيضا لياليها ) .
( وروض المحل منها كل منبجس ... إذا اشتكت بغليل الجدب يرويها ) .
( يحكي الخليفة كفا كلما وكفت ... بالجود فوق موات الأرض يحييها ) .
( تغني العفاة وقد أمت مكارمه ... عن السؤال وبالإحسان يغنيها )