( وأجدر من تبكي عليه يراعة ... بصفحة طرس والمداد نجيعها ) .
( فكم من يد في الدين قد سلفت له ... يرضي رسول الله عنه صنيعها ) .
( ولا مثل تعريف الشفاء حقوقه ... فقد بان فيه للعقول جميعها ) .
( بمرآة حسن قد جلتها يد النهى ... فأوصافه يلتاح فيه بديعها ) .
( نجوم اهتداء والمداد يجنها ... وأسرار غيب واليراع تذيعها ) .
( لقد حزت فضلا يا أبا الفضل شاملا ... فيجزيك عن نصح البرايا شفيعها ) .
( ولله ممن قد تصدى لشرحه ... فلباه من غر المعاني مطيعها ) .
( فكم مجمل فصلت منه وحكمة ... إذا كتم الإدماج منه تشيعها ) .
( محاسن والإحسان يبدو خلالها ... كما افتر عن زهر البطاح ربيعها ) .
( إذا ما أجلت العين فيها تخالها ... نجوما بآفاق الطروس طلوعها ) .
( معانيه كالماء الزلال لذي صدى ... وألفاظ در يروي نصيعها ) .
( رياض سقاها الفكر صوب ذكائه ... فأخصب للوراد منها مريعها ) .
( تفجر عن عين اليقين زلالها ... فلذ لأرباب الخلوص شروعها ) .
( إلا يا ابن جار الله يا ابن وليه ... لأنت إذا عد الكرام رفيعها ) .
( إذا ما أصول المرء طابت أرومة ... فلا عجب أن أشبهتها فروعها ) .
( بقيت لأعلام الزمان تنيلها ... هدى ولأحداث الخطوب تروعها ) .
مولده رابع عشر شوال من عام ثلاثة وثلاثين وسبعمائة انتهى كلام لسان الدين في الإحاطة في ترجمة تلميذه أبي عبد الله ابن زمرك .
قلت ورأيت بخط أبي الحسن علي بن لسان الدين رحمهما الله تعالى على هامش هذه الترجمة من الإحاطة كلاما في حق ابن زمرك رأيت أن أذكره بجملته الآن وإن تقدم بعضه في هذا الكتاب .
فمن ذلك أنه كتب على حاشية أول الترجمة ما صورته أتبعه الله تعالى خزيا وعامله بما يستحقه فبهذا ترجمه والدي مولاه الذي رفع من قدره فيه ولم