( لولا تألق بارق التذكار ... ما صاب واكف دمعي المدرار ) .
( لكنه مهما تعرض خافقا ... قدحت يد الأشواق زند أواري ) .
( وعلى المشوق إذا تذكر معهدا ... أن يغري الأجفان باستعبار ) .
( أمذكري غرناطة حلت بها ... أيدي السحاب أزرة النوار ) .
( كيف التخلص للحديث وبيننا ... عرض الفلاة وطافح الزخار ) .
( هذا على أن التغرب مركبي ... وتولج الفيح الفساح شعاري ) .
( فلكم أقمت غداة زمت عيسهم ... أبغى القرار ولات حين قرار ) .
( وطفقت أستقري المنازل بعدهم ... يمحو البكاء مواقع الآثار ) .
( إنا بني الآمال تخدعنا المنى ... فنخادع الآمال بالتسيار ) .
( نتجشم الأهوال في طلب العلا ... ونروع سرب النوم بالأفكار ) .
( لا يحرز المجد الخطير سوى امرىء ... يمطي العزائم صهوة الأخطار ) .
( إما يفاخر بالعتاد ففخره ... بالمشرفية والقنا الخطار ) .
( مستبصر مرمى العواقب واصل ... في حمله الإيراد بالإصدار ) .
( فأشد ما قاد الجهول إلى الردى ... عمه البصائر لا عمى الأبصار ) .
( ولرب مربد الجوانح مزبد ... سبح الهلال بلجه الزخار ) .
( فتقت كمائم جنحه عن أنجم ... سفرت زواهرهن عن أزهار ) .
( مثلت على شاطي المجرة نرجسا ... تصطف منه على خليج جاري ) .
( وكأنما بدر التمام بجنحه ... وجه الإمام بجحفل جرار ) .
( وكأنما خمس الثريا راحة ... ذرعت مسير الليل بالأشبار ) .
( أسرجت من عزمي مصابيحا بها ... تهدي السراة لها من الأقطار )