ووصف بلاد تلمسان وأجاد فيها إلى الغاية وهي .
( قم مبصرا زمن الربيع المقبل ... تر ما يسر المجتني والمجتلي ) .
( وانشق نسيم الروض مطلولا وما ... أهداك من عرف وعرف فاقبل ) .
( وانظر إلى زهر الرياض كأنه ... در على لبات ربات الحلي ) .
( في دولة فاضت يداها بالندى ... وقضت بكل منى لكل مؤمل ) .
( بسطت بأرجاء البسيطة عدلها ... وسطت بكل معاند لم يعدل ) .
( سلطانها المولى أبو حمو الرضى ... ذو المنصب السامي الرفيع المعتلي ) .
( تاهت تلمسان بدولته على ... كل البلاد بحسن منظرها الجلي ) .
( راقت محاسنها ورق نسيمها ... فحلا بها شعري وطاب تغزلي ) .
( عرج بمنعرجات باب جيادها ... وافتح بها باب الرجاء المقفل ) .
( ولتغد للعباد منها غدوة ... تصبح هموم النفس عنك بمعزل ) .
( وضريح تاج العارفين شعيبها ... زره هناك فحبذا ذاك الولي ) .
( فمزاره للدين والدنيا معا ... تمحى ذنوبك أو كروبك تنجلي ) .
( وبكهفها الضحاك قف متنزها ... تسرح نفوسك في الجمال الأجمل ) .
( وتمش في جنباتها ورياضها ... واجنح إلى ذاك الجناب المخضل ) .
( تسليك في دوحاتها وتلاعها ... نغم البلابل واطراد الجدول ) .
( وبربوة العشاق سلوة عاشق ... فتنت وألحاظ الغزال الأكحل ) .
( بنواسم وبواسم من زهرها ... تهديك أنفاسا كعرف المندل ) .
( فلو امرؤ القيس بن حجر راءها ... قدما تسلى عن معاهد مأسل )