على ظهر الأول منها وبتاريخ رجب الفرد من عام تسعة وعشرين وثمانمائة عرف الله تعالى بركته بمنه انتهى .
وكان لسان الدين ابن الخطيب C تعالى أرسل في حياته نسخة من الإحاطة إلى مصر ووقفها على أهل العلم وجعل مقرها بخانقاه سعيد السعداء وقد رأيت منها المجلد الرابع وهذا نص وقفيته الحمد لله وحده وقف الفقير الى رحمة الله تعالى الشيخ أبو عمرو ابن عبد الله بن الحاج الأندلسي نفع الله تعالى به عن موكله مصنفه الشيخ الإمام العلامة بركة الأندلس لسان الدين أبي عبد الله محمد ابن الشيخ أبي محمد عبد الله بن الخطيب الأندلسي السلماني فسح الله تعالى في مدته وفتح لنا وله أبواب رحمته ومنحنا وإياه من رفده وعطيته وأسكننا وإياه أعالي جنته جميع هذا الكتاب تاريخ غرناطة وهو ثمانية اجزاء هذا رابعها عن مصنفه المذكور بمقتضى التفويض الذي أحضره وهو أنه فوض اليه النيابة عنه في جميع أموره المالية كلها وشؤونه جميعها والنظر في احواله على اختلافها وتباين أجناسها تفويضا تاما على العموم والإطلاق والشمول والاستغراق لم يستثن شيئا مما تجوز النيابة فيه إلا أسنده إليه وهو ثابت على سيدنا ومولانا قاضي القضاة يومئذ بثغر الإسكندرية المحروس أدام الله تعالى أيامه كمال الدين خالصة أمير المؤمنين أبي عبد الله محمد بن الربعي المالكي ثبوته مؤرخ بثالث ذي الحجة عام سبعة وستين وسبعمائة وقفا شرعيا على جميع المسلمين ينتفعون به قراءة ونسخا ومطالعة وجعل مقره بالخانقاه الصالحية سعيد السعداء رحم الله تعالى واقفها وجعل النظر في ذلك للشيخ العلامة شهاب الدين أبي العباس أحمد بن حجلة حرسه الله تعالى ثم من بعده لناظر أوقاف الخانقاه المذكورة فلا يحل لأحد يؤمن بالله العظيم ويعلم أنه صائر الى ربه الكريم أن يبطله ولا شيئا منه