السابق والشريف المدني وهو رجل وافد من أهل المدينة انتمى إلى الشرف فقال إمام الدين يا أمير المؤمنين إن المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال شد أهلها إليك الرحال هذا مكي وذاك مدني وأنا مقدسي ثم أنشد .
( إن أمير المؤمنين أحمد ... بحر الندى وفضله لا يجحد ) .
( فطيبة ومكة أهلها ... والمسجد الأقصى بذاك شهدوا ) .
رجع إلى نظم المنصور وقال .
( وكيف بقلب في هواه مقلب ... وأنى له بين الضلوع مقام ) .
( فيا شادنا يرعى الحشا أنت بالحشا ... أما لمحل أنت فيه ذمام ) .
وقال يخاطب رئيس كتابه صاحبنا سيدي عبد العزيز الفشتالي السابق الذكر .
( يا كاتبا ألفاظه ... تغرس روضا ذا فنن ) .
( إن جوابي للذي ... يشكو دناه اردد حزن ) .
وقال موريا بمصانعه الثلاثة البديع والمسرة والمشتهى .
( بستان حسنك أبدعت زهراته ... ولكم نهيت القلب عنه فما انتهى ) .
( وقوام غصنك بالمسرة ينثني ... يا حسنه رمانة للمشتهى ) .
ولولا خوف الإطالة المملة لذكرت من محاسن مولانا أمير المؤمنين المنصور C تعالى بعض ما أؤدي به حقه سقى الله تعالى عهاده وقد بسطت الكلام على السلطان المذكور في كتابي روضة الآسى العاطرة الأنفاس في ذكر من لقيته من أعلام مراكش وفاس وأطال الكلام على ترجمته صاحبنا