ممن لا يستراب بمناحيه ولا يصاب خلل في ناحية من نواحيه وأن يذكي العيون على الجناة وينفي عنها لذيذ السنات ويفحص عن مكامنهم حتى يغص بالريق نفس آمنهم فلا يستقر بهم موضع ولا يفر منهم خب ولا موضع فإذا ظفر منهم بمن ظفر بحث عن باطنه وبث السؤال في مواضع تصرفه ومواطنه فإن لاحت شبهة أبداها الكشف والاستبراء وتعداها البغي والافتراء نكله بالعقوبة أشد نكال وأوضح له منها ما كان ذا إشكال بعد أن يبلغ إناه ويقف في طرفه مداه وحد له أن لا يكشف بشرة إلا في حد يتعين وإن جاءه فاسق أن يتبين وأن لا يطمع في صاحب مال موفور وأن لا يسمع من مكشوف في مستور وأن يسلك السنن المحمود وينزه عقوبته من الأفراط وعفوه من تعطيل الحدود وإذا انتهت أليه قصة مشكلة أخرها إلى غده فهو على العقاب أقدر منه على رده فقد يتبين في وقت ما لا يتبين في وقت والمعاجلة بالعقوبة من المقت وأن يتغمد هفوات ذوي الهيئات وأن يستشعر الإشفاق ويخلع التكبر فإنه ملابس أهل النفاق وليحسن لعباد الله تعالى اعتقاده ولا يرفض زمام العدل ولا مقاده وأن يعاقب المجرم قدر زلته ولا يعتز عند ذلته وليعلم أن الشيطان أغواه وزين له مثواه فليشفق من عثاره وسوء آثاره وليشكر الله تعالى على ما وهبه من العافية وألبسه من ملابسها الضافية ويذكره جل وعلا في جميع أحواله ويفكر في الحشر وأهواله ويتذكر وعدا ينجز فيه ووعيدا ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ) والأمير أيده الله تعالى ولي له ما عدل وأقسط وبرىء منه إن جار وقسط فمن قرأه فليقف عند حده ورسمه وليعرف له حق